_مدخل_
نختار اقدارنا .. ام هى من تختارنا !!
فى قريه بعيده عن ضجيج المدينه
تسكن عائله
صغيره .. يكفى ان تجد قوت
يومها لكى تشعر
ان الحياه تبتسم لها اليوم ،، واذا
لم يجدوا لم يلعنوها
يصبروا على عنادها فلا لهم سلطان عليها
يسكنون فى بيت بسيط من دور واحد
تلك البيوت
الريفيه التى يفوح منها رائحه
الفقروالجوع
وتعثر المعيشه وايضا يفوح
منها الرضا والقناعه
تسكن فيه عائله من خمسه افراد الاب
بخيت
والام فوزيه وولدين وبنت ....
انتصف الليل ولم تنم فوزيه بعد
فانها
دوما بجوار زوجها اللذى لا تهدآ آآهآآته
ليلا ولا نهار فلا تنام الا ان تتاكد انه
نام بعد عناااء كبير من المرض
ورغم ذلك الا انه يستيقظ كل يوم للعمل اجيرا
يوميا لكى يكسب قوت يومه هو
وعائلته
اذن الفجر وقام كل من فى البيت
للصلاه
فوزيه : يا ابو مسعد ،،، يا ابو
مسعد اصحى يا راجل
الفجر اذن
بخيت : هو انا نمت يا فوزيه عشان اصحى
فوزيه : ربنا الشافى المعافى هو
اللى يشفينا ويرزقنا
بخيت : ونعم بالله
فوزيه : يا ماشاء الله الايام دى حتى فيها خير كتير
ايام لم الحصيده وكل الناس عايزه اجريه
بخيت : ربنا يباركلهم يارب
فوزيه : بقولك بقى يا خويا انا هنزل معاك
واللى يطلعلنا
يبقى رزق العيال الغلابه دول
بخيت : هو مش كفايه عليكى مشواير البيوت
وخدمتهم
عايزه كمان تنزلى الارض
فوزيه : ربنا بيقوى يا خويا والله لو على الانسان ولا يعرف يروح ولا ياجى
بخيت : ماشى مقولتش حاجه بس برضه
تراعى نفسك
عندنا عيال عايزين نربيهم
فوزيه : ماهو كل ده عشان العيال
بخيت : ثم هتنزلى الارض ازاى والبت بترضع
فوزيه : منا هسيبها لحميده جارتنا
بخيت : لا شغل ا لارض ده خليه عليا وخليكى فى البيت
فوزيه : ماهو خساره ياخويا الحصيده تعدى
ومش يطلعلنا حاجه والناس بيدوك
نص الاجره
بخيت يتغير وجه حزنا
فوزيه : يقطعنى ياخويا والله ما
اقصد دا انت تاج راسنا ووجودك وسطينا
بالدنيا
بخيت : انا مش زعلان منك يافوزيه
انا زعلان على حالى
الناس عشان تعبان بتدينى نص الاجره وعندهم حق
فوزيه :نعمه من عند ربنا نبوس ادينا وش وضهر
بخيت: طب صحى العيال عشان مش
يتاخروا على المدرسه
قامت فوزيه بتحسس اولادها لكى توقظهم ليذهبوا الى مدارسهم
فلديها اثنان مسعد الكبير يبلغ 14
عام
ورزق الابن الوسط يبلغ 13 سنوات
واخت وحيده رضيعه اسمها امينه
طفقت توقظهم وهى لا تدرى ان مسعد
مستيقظ
ومنصت الى حديثهم فهم جميعا ينامون فى غرفه واحده
فوزيه تتحسس ولديها : يا حليله يا حليله
قوم ياضنايا
مسعد : ايوه ياما صاحى
فوزيه : يا رزق واد يا رزق اصحى يا
واد
رزق : خلينى كمان شويه
مسعد مشفقا على والدته : روحى ياما وانا هصحيه
مسعد : اصحى يالا عشان نلحق
المدرسه
رزق : يوووووه اووووف بقى
مسعد :هى دى صباح الخير قوم يلا يا
رخم
رزق : المدرسه بتفتح الساعه سبعه ونص والنااااس كلها
بتصحى سبعه اشمعنا احناااااا بنصحى
من النجمه
مسعد : الناس كلها بتروح
موصلات احنا بنمشى على رجلينا
رزق : فالح انت مانركب زى
النااس
مسعد : قوم وخلي عندك شويه دم ومش
تقول الكلام ده
قدام امك ولا ابوك
رزق : ماشى يا خويا ربنا يتوب علينا بقى
فوزيه بصوت مرتفع : يلا ياعيال
عشان تفطروا
يخرجوا الى امهم ويهمس رزق قائلا
رزق : يادى الفول بتاع كل يوم انا
زهقت فول
فول فطار وفول عشاء
مسعد : هششششششش انت واد تنح بدل ما تقول الحمد الله
واسكت بقى عشان امك مش تسمع
يصبحوا على والدهم وكلا منهم يقبل على يديه
بخيت : صباح الخير ياعيال
مسعد ،، ورزق : صباح الخير يابا
بخيت : اقعدوا ياعيال يلا عشان
ناكل
تتظاهر فوزيه بشغل تقوم به فى
المنزل لكى لا تفطر
حيث الاكل بالقليل فتتحرك غريزه الامومه بداخلها
فتجوع لتشبع اولادها
بخيت : يلا يا ام مسعد عشان نفطر
ام مسعد : كلوا انتوا يا خويا انا راحه اشوف البت ساكته ده كله ليه
ففهم بخيت مافعلته فوزيه فحزن
ولكى لا يشعر اولاده بشىء جلس
قليلا
بخيت : الحمد الله نعمه وفضل
رزق : هو انت كلت حاجه يابا
قالها رزق وفمه ملىء بالاكل يكاد
يختنق منه
بخيت : الحمد الله يبنى
اصل المعده دى يا ولاد قال الرسول عنها انها بيت الداء
ومسعد يفهم ويعى ما يحدث امامه فى صمت
فذلك المشهد ليس بجديد عليه دوما يتكرر امامه واكثر من ذلك بكثير
لحظات من الصمت مضت
وهنا تكلم مسعد
مسعد : يلا بقى يا رزق اشبع كفايه كده عشان نلحق نروح المدرسه
رزق : طيب طيب اخر لقمه
مسعده : اخلص يالا
رزق : خلصت اهو ،، ابا ابا
بخيت : ايوه يبنى
رزق : عاوز جزمه جديده جزمتى باظت
خالص
بخيت : ليه باظت هاتها وانا اخدها
معايا اعملها قلب جديد وهتكون زى الجديده
رزق : قلب وضهر ايه يايابا دى
بايظه خالص عايزه تترمى
بخيت : اشمعنا جزمتك انت اللى باظت
ماهو اخوك شاريها معاك ومقالش عايز حاجه
رزق : انت مش تعرف اخويا بيعمل ايه اصلا
فقام مسعد بتسكيت اخوه من خلال ضربه صغيره فى فخذه
ولكن ذلك لم يمنعه ان يبوح بسره
وهنا دخلت امهم عليهم ومعها امينه على كتفها وكانت تستمع
للحديث
فوزيه : اخوك بيعمل ايه يا واد
قولى فهمنى
رزق : ياما ده فى ايام الشتا بيقلع جزمته وبيلبس شبشب كده مش عارف جايبه
منين
ويمشى بيه عشان الجزمه مش
تدوب وعشان مافيش حد يشوفه بيروح المدرسه
من النجمه
ويروح يغسل رجليه من الجامع اللى
جنب المدرسه لان المدرسه بتكون قافله وقتها ويلبس
الجزمه بقى على نضافه ههههههههههههههه
وهنا انفجر رزق ضاحكا وساخرا من تصرف اخيه
وطآطآ مسعد راسه فى الارض خجلا
قالت فوزيه له وهى تعتصر الما
فوزيه : ياكبد امك يابنى
بخيت : ليه كده يا مسعد ولما
تتعب ولا تتعور من الارض وانت تقريبا ماشى
حافى
هننبسط !! كل اللى بنعمله ده عشان
تكونوا كويسين
بكره هنزل اشتريلك انت واخوك جوز جزم افرحوا ياعيال
مسعد : لا يابا انا جزمتى كويسه
اشترى بس لرزق
وانصرفا كل من مسعد ورزق على
مدارسهم
فقالت فوزيه لبخيت :
الوله ده بادبه وحنيته واجع قلبى اوى على طول بيجى على
نفسه
عشان اللى حواليه لو يحب نفسه شويه كنت ارتحت من ناحيته
بخيت : ربنا يباركلنا فيه يا ام
مسعد دى عطيه ربنا
فوزيه : نفسى يكون له من اسمه نصيب ويكون مسعد
الا انا على طول بشوف فى عينه حزن وعلى طول شايل الهم
بخيت : ربك يعدلها
ويسعدهم كلهم
فوزيه : يارب
يخرج بخيت مسرعا ليلبى دعوه ملاك
الارض لقوم بعمله لعلهم
يعطونه الاجره كامله اليوم
تظل فوزيه فى المنزل حتى تشرق الشمس وتذهب الى بيوت
كبار العائلات تقضى لهم
مشاوير وتعمل لديهم فى بيوتهم
امله ان يعطوها ما يكفى قوت
يومها ولكن قبل ان تذهب
اخذت تقلب الاكل مكان اولادها لعلها تجد ما يسد جوعها
فلا تخرج بمعده خاويه !!........
فى طريق مسعد ورزق للمدرسه فكان الطريق طويل
رزق : يارب ابويا يجيب الجزمه
النهارده ياااه نسيت اقوله عايز شويه
كشاكيل وعلبه الالوان بتاعتى باااااظت بقالى سنتين باستخدمها
مسعد بنبره حاده :
ما تخلى عندك نظر بقى يالا اكبر شويه
وشوف اللى بيحصل حواليك واتحمل
المسؤليه مش عامل زى العيال
عايز وعايز خف شويه
رزق : بقولك ايه مالكش دعوه
انت انا بقول لابويا وامى وهو انا بقولك انت !!
مسعد : خلى عندك نظر ،، ولا البعيد
معندوش ولا نظر ولا دم
وفى اثناء مرورهم من بلدتهم للبلده
المجاوره التى يوجد فيها مكان المدرسه
لاحظ مسعد عربيه كبيره تحمل
حبوب وتقف امام مستودع تخزين كبير
وان هذه العربيه تعانى مشكله ان
الحموله التى عليها سقطت ارضا وصاحبها
لا يجد احدا يساعده فى ذلك الوقت
الباكر
فاسرع مسعد له يساعده ويحمل ما سقط على الارض ويدخله له الى المستودع
مسعد : عنك ياريس
السائق : يكرمك يبنى
مسعد : ايدك معايا بسرعه عشان
القمح مش يتبهدل والنهار يطلع
وحركه الموصلات تشتغل ويدوسوا عليه
السائق : عندك حق يبنى
هروح اشوف حد فى المستودع يجى
يساعدنا
رزق ضاحكا وساخرا
رزق : اهو سابك تلم لوحدك اشرب يا خويا عيل غاوى شقى :d
مسعد :سابنى ايه يبنى هو انت مش
سمعت قال ايه
رزق : طب ياخويا كده هنتاخر على المدرسه ؟؟
مسعد : اسبقنى انت ولما اخلص هحصلك
رزق : تحصلنى قولى حجه عشان تزوغ
من المدرسه !!
مسعد : ازوغ ايه يا اهبل
رزق : والله لقايل لابوك اصلهم مفكرينك الغلبان اللى فينا
مسعد : اتكل على الله ،، سكتك خضرا
:d
ساعد مسعد الرجل واتم تحميل الحموله كلها فى المستودع
فحمى السائق من الضرر
وتكاليف قد يتكبدها
السائق : شكرا يبنى
مسعد : العفو يسطى الناس لبعضها
السائق : خد كده حاجه بسيطه انا عارف انه مش على قد تعبك
مسعد : لا عيب يسطى اخد ايه انت
بتشتمنى
السائق : لا مش هاكل عرقك
مسعد : لا يسطى اتكل على الله
السائق : لا مش هينفع لازم تاخدهم
مسعد : لو عايز تخدمنى فعلا شوفلى شغل
السائق : تشتغل ايه
مسعد : اى حاجه
السائق : انت منين اصلا
مسعد : من قريه صغيره جنب القريه
دى
السائق : قريبه من هنا يعنى
مسعد : ايون
السائق : خلاص هكلملك صاحب المستودع يشغلك شيال
ده لو رضى يعنى عشان سنك صغير
مسعد : صغير ايه بس انا كبير اهو
ومدخل معاك الحموله كلها
السائق : طيب تعالى
نروحله اكلمه
بس خليك بره لما اعرض عليه الموضوع
السائق : صباح الخير ياعم عز
عز : ايه يافرغلى حصل حاجه تانى
فرغلى : لا ياعم عز بس عشمان فى حاجه كده
عز : خير
فرغلى : شوفت الولد اللى شال الحموله كلها ودخلها هنا
عز : ماله
فرغلى : عايز شغل وكنت بقول يعنى لو تشغله معاك شيال هنا
الوله شاطر وهيسد فى الشغل
عز : هو مش صبيك ؟؟
فرغلى : لا صبيى مش جه النهارده
عز : اذا كان على شاطر اه
شاطر خلاص اعتبرها قوضيت
فرغلى : ربنا يباركلك
عز : خليه يجى اخر النهار اتفق معاه على الاجره
فرغلى : تسلم يا كبير ربنا يباركلك يارب
خرج السائق يبشر مسعد فقال له
ياتى اخر النهار لاتمام الاتفاق واستلام الشغل
ففرح مسعد وانفرجت اساريره وشكره كل الشكر
فاخذه السائق معه ليوصله الى
مدرسته لكى يلحق بها فان تاخره بسببه
فقام بتوصيله الى مدرسته فشكره
مسعد وانصرف
انتهى اليوم الدراسى وشرع كل من رزق ومسعد فى مغادره المدرسه
الى بيتهم فهو لا يريد ان يعلم رزق
بامر الشغل لانه سوف يقول لابيه وامه
وهم لا يوافقون على شغله فاخذ يفكر طيله الطريق ماذا يفعل
حتى وجد نفسه امام المستودع
الذى يوجد على الطريق عودتهم وهنا
تكلم مسعد
مسعد : رزق اسبقنى انت للبيت
رزق : ليه رايح فين
مسعد : وانا كنت
بشيل هنا القمح طلبوا منى قلم
وورقه
طلعتلهم الورقه والقلم وكتاب يسندوا عليه نسيت الكتاب
هدخل ادور عليه
رزق : اهو ده اخر الطريق العوج :d
مسعد : ناقصك انا صح ؟؟
رزق : طيب خلص ومش تتاخر
مسعد : طيب بس اسبقنى انت
رزق : اكيد يعنى همشى مش هستنى انا
،، انا ميت من الجوع
هروح بسرعه عشان اتغدى
مسعد : همك على بطنك ،، سلام
يدخل مسعد للمستودع الحبوب ويجد المعلم
عز ويتفق معه على الشغل
وانه يراعى مدرسته فوافق
لما كان عليه من توصيه
فغادر مسعد وهو فرح يشع من ملامحه
كل ملامح الرضا والقناعه
انه سوف يساعد ابيه وامه و شرع يحلم ماذا سوف يشترى
باول راتب له ففكر فى اول الامر ان يشترى لامه وشاحا
بدل الوشاح المهترى
ثم عدل عن الفكره فانه يريد ان يذهب ابيه للدكتور ليريحه من
اهاااته ليلا
او يشترى له ادويه او ربما يشترى غطاء لكى يحميهم من البرد
او لعله يشترى لاخته
فستانا جديدا لاول مره فى حياتها
او قد يشترى
شيئا من اللحم الذى لم يذوقوه الا من
العام للعام
فى صدقه العيد او عندما يقيم احد كبار العائلات ولائم وامه تخرج تساعد
فيه
يعطوها شيئا من بقايا الاكل ....
او قد يشترى .......
وهنا افاق مسعد من تفكيره ليجد
نفسه امام البيت
وامه قادمه من بعيد فرحه كل
الفرح وكل علامات البشر
على وجهها وتحمل شيئا فى يديها ولكن تغطيه بوشاحها
الذى راح لونه واهترى
فوزيه : تعالى يا ضنايا اوريك حاجه حلوه اوى
مسعد : ايه يا ما
فوزيه تدخل به داخل البيت فى مكان
هو وهى فقط
فوزيه : شوف جبتلك جزمه جديده
اشتريت باليوميه كلها واستلفت عليها
كمان باليوميه بتاعه بكره من الست تحيه ربنا يخليها جبتها وجيت جرى افرحك
وهنا حزن مسعد من داخله فانه يعتصر
الما من داخله لما تتعب امه
وتكافح من اجلهم فانه يريد ان يريحها ولا يكون هو سبب شقائها
فاذا حزن احزنها فدوما يخفى شعوره عنها حتى لا يتملكها
الحزن
فابتسم ابتسامه لا تخفى علامات
الحزن فى عينه
وجعله يقبل تلك الايدين التى
احتضنت حذاء لمجرد انه يفرح ابنها
اخذ يقبلهمها ويقبل راسها
ولم يستطع منع دموع عينه من التساقط
فلو تساقط دموع العين بقدر حزنه والمه لما احتمل
ذلك البيت كثره تلك الدموع
فتاثرت الام بدموعه فانها تعلم ما
يدور فى صدر ابنها فلمعت عينيها هى الاخرى بالدموع
فوزيه : يخليك ليا يا ضنايا انت
نور عينى
انت اول فرحتى يا حليله اول ماشوفت
الخير كله شوفته فى ولادتك
مسعد : يخليك انت لينا يامه
تجرى الايام والاسابيع ومسعد يذهب للمدرسه صباحا وبعد الظهر فى
شغله يحمل اثقالا فكان دوما يستطيع
ان يخدع اخيه لكى يسبقه للمنزل
وكل يوم بحجه وكان ثقه والديه فيه
كانت سبب ان يصدق !!
فالام فرحه به فانه تريده يستمتع بوقته ويفعل مثل الشباب الذى فى سنه
ولكن فرحتها هذه لم تدم كثيرا
فانها تلاحظ ارهاق ابنها اخر اليوم فتساله
فيقول انها من لعب الكره ! وتتوالى
الايام ويسوء حال الوالد فيجلس قعيدا
لا يستطيع النهوض والام فقط التى
تعمل لكى تكفى بيتها
والابن يشتغل ويتحامل على نفسه فيتالم بالم ضهره كثيرا
فكثيرا لا يستطيع النوم ومن كثره
الالم ولكن لا يبرح ان يخرج صوتا
حتى لا تسمعه امه التى دوما تراقبه
وتراقب احواله
الا ان جمع مبلغ من عرقه وكده وجهده
فكان الحال وقتها يسوء
مسعد : يامه
فوزيه : ايوه يا ضنايا
مسعد : خدى يامه
فوزيه : يالهوى ايه ده
مسعد : فلوس
فوزيه : ياخيبه املك يافوزيه سرقت مين بقى كده
مسعد : سرقه ايه بس يامه
فوزيه : ايه الفلوس دى كلها
مسعد : ده شغلى يامه فى الايام
اللى فاتت دى كنت شغال شيال فى مستودع
المعلم
عز بقالى شهرين
فوزيه : يا ضنايا يبنى عشان كده بقيت تمشى محنى وتيجى تنام على طول
ياقلب امك...
وشرعت تقبله وتبكى
فتاثر بخيت من المشهد وحزن على
حاله فابنه يشتغل ومازال طفلا
فوزيه : ياقلبى انت يا نضرى اللى بشوف بيهم الدنيا كلها
واخذت تحتضنه وتبكى
وتوالت الايام ومرت السنين
ومازال مسعد يصرف على عائلته
وتحسن شغله ومرتبه بدل من شيال
الى حارس الى امين مخازن
واصبح موضع ثقه لكل من فى البلده
والبلده التى تجاورها وكان يصرف على
عائلته وابوه المقعد واخوه الذى اختار ان يكمل تعليمه ثانوى وهو اختار
التعليم الفنى
وامه التى عمل لها كشك بقاله تجلس فيه تبيع وتشترى حيث
انها لا تقوى
على خدمه البيوت
فاصبح هو شمعه البيت التى تنير
قلوبهم قبل جوفهم
فكان هو ابنها نور قلبها واخوها وحبيبها تعزه وتحبه
وتؤثر ذلك الشعور فى نفسها لكى لا
يغار اخوته ،، ودوما كان يسعدها
وجوده امامها لا تطيق صبرا ان تغيب
عنه نصف نهار الا ان الحزن مازال
فى مقله عينه فكان يحزنها جدا بقدر
تحمله المسؤليه التى حملها باكرا وقدر
حنانه كانت تحزن من داخلها
من اجله لا تعلم سر الحزن
لما كل ما تراه قلبها يؤلمها فكى
تطفىء نار قلبها تحتضنه وتقبله كل ما تراه
اهذا ينبىء بشىء ما لما تشعر دوما
بالشوق له لما تشعر انه سوف يؤخذ منها
لما دوما قلبها يؤلمها هذا الشعور
مرافقها دوما
فكانت تدعى له دوما ان يجعل الله من اسمه نصيب !!
فكان يبتسم ويقولها لها امين
ففى يوم من الايام جاء الى البيت
فى غير معاده فى عينيه بشرا
فوزيه : مالك يا مسعد فرحان ليه
كده
مسعد : هروح الجيش ياما
فوزيه قابضه على قلبها : ايه
مسعد : هروح اسلم نفسى بكره
فوزيه : وانت مش قولت ليه يبنى
مسعد : مانا بقول اهو يامه
فوزيه : بكره ده قريب اوى يبنى
مسعد : يامه دى الايام بتجرى
النهارده بسلم نفسى
بكره بكون بخلى مكانى
فوزيه : ربنا يوفقك يبنى ،،
ياحليله ياحليله
هتكون عسل فى بدله الجيش
مسعد : يعنى اعجب يامه
فوزيه : تعجب احسنها واحده يا وله دا انت نور العيون
مسعد : خلاص شوفيلى بقى عروسه على
بال ما اخلص الجيش
نتجوز على طول
فوزيه : تشاور بس وتؤمر امرك نافذ
مسعد : ههههههههه مش للدرجادى يامه
احنا غلابه برضه
فوزيه : ومالهم الغلابه وماهى هتكون من توبنا
مسعد : اللى انتى توافقى عليها انا
موافق يامه
فوزيه : روح يبنى اللهى يريح قلبك زى ما انت مريح قلبى كده على طول
يقضى مسعد ليلته فى المزح مع اخوته
وابيه وامه حتى يغلبهم النوم
فيصبح باكرا لتسليم نفسه
وبعد اجرائات كثيره ويتسلمه عسكرى
لعسكرى
علم ان مكان خدمته العريش
وهناك يتم توزيعه على قرى العريش ورفح !!
فتم ترحيله الى اقصى الحدود الشرقيه
العريش فكان فرحا شغوفا ان يرى
سيناء
تلك الارض الطاهره التى
ارتوت من دماء طاهره دماء ابنائها
فلم يزورها فى حياته فعلم انه فى
لحظه يقشعر لها بدنه فانه فى ارض التاريخ
ارض بعدد حبات رملها تحمل ذكرى لجندى ترك اهله
وعائلته
وجاء لكى يحررها اول ما
وصل الى مكان خدمته اخذ قبضه من
الرمل يشتم رائحتها
ظنا منه انها رائحتها مسك ،، رائحتها مسك الجنه لانها تحمل دماء ابرار اطهار
زوفوا
الى حور العين فامتلىء قلبه بشرا
وسعاده لم يشعرها ابدا فى حياته وتفاعل مع
زملائه
واصبح المحبب لديهم بسبب
اخلاقه ودماثه طبعه فكان ينزل لامه فى الاجازات تلاحظ
حزن عينيه تبدل بفرح وشغف وحماسه فكانت تمنى قلبها بانه
سعيده
وتسرع فى ان تخطب له ولكن قلبها مازال يؤلمها !!
مرت عليه ايام الجيش هادئه طالما
هو يتعطر كل يوم بمسك الجنه
فانه لا يريد ان يخرج منها رغم
قسوه الحياه العسكريه وانضباطها
لحد التألم الا انه ليس بجديد عليه
تحمل المسؤليه ....
امره قائده يوما ما هو زميل له ان يحرسوا مكان حيويا فى العريش
فهذه دوما مهمات دائمه يكلفوا بها
من وقت لاخر
فكان صعوبه الحراسه ان الجو بارد
ولا يسمح لهم ان يلبسوا ملابس كثيره
حتى لا تعيق حركتهم اذا هاجمهم احد
ولا يسمح لهم ان يحملوا كشفات نور
حتى ايضا لا يلفت الانتباه
لهم ويمنع التدخين ايضا نور السجاره
قد تلفت الانتباه لاى مجرم لهم
فانهم يعانون الامرين يحمون المكان
ويحمون انفسهم لان كثيرا من يخرج
عليهم ويسرقهم اسلحتهم
فكانوا يقسمون انفسهم احد ينام اول الليل والاخر يحرس ويعكسوا
فنام مسعد اول الليل وزميله قام
بالحراسه وعند منتصف الليل قام بيقاذ مسعد
جوزيف : مسعد ،، مسعد اصحى يادفعه
يقوم فزعا متاهبا
مسعد : ايه فى ايه
جوزيف : لا مافيش حاجه بس معاد
حراستك
مسعد: اوك يا جو ارتاح انت
فتسلم مكانه الحراسه وجو زيف غرق
فى سباااات
مسعد يلتف حوله كل شىء هادى لا يوجد ما يشوب صفاء تلك الليله
الى شده الرطوبه التى تعانى منها المنطقه كلها
وبعد عده ساعات قضاها واقفا يحملق الظلام
سمع وقع اقداااااام !!
هنا تاهب بسلاحه لوضع الهجوم وجد
شخص قادم من بعيد
مسعد : اثبت مكااااااانك
الشخص : اهدى يادفعه
مسعد : اثبت مكانك اصل اضرب فى
المليااااان
الشخص : مليان ايه الله
يخربيتك هدودينى فى داهيه
مسعد : اثبت مكانك
الشخص مقترب نحوه
الشخص : انا زميلكم ياعم
مسعد : معرفكش،، اثبت مكانك قولت
الشخص : جوزيف يعرفنى صحيه وهو يقولك انا ابراهيم يادفعه
مسعد : زميلى تبقى تقولى سر الليل
(سر الليل عباره عن كلمه كود
سر يحددها القواد بين بعضها البعض ليتم
تداولها بينهم
ليبدلوا الدوريات بسهوله )
ابراهيم : والله منا فاكر ما انت
عارف اسماء غريبه
مسعد : يبقى تتثبت لحد ما يجى
القائد ويشيلك
ابراهيم : هى ليله سوده الليلادى
مسعد : انزل على ركبك واديك على دماغك وسلم سلاحك
ابراهيم : ياعم انت مش شايف لبس
الجيش ،، الليله السودا بتبان من اولها
مسعد : منا بكره اجيلك بلبس لواء
،، اثبت مكااانك
ابراهيم : انا عارف امى اللى فى البلد دى مش بتدعيلى ليه كله بسببها
مسعد : مش عايز صوت لما يبان لك
صحاب
ابراهيم : يادفعه صحى جوزيف الله يخليك
مسعد : قولت مش عايز صوت
وظلا قرابه الساعه على هذا الوضع حتى اتى زميل
ابراهيم فى الحراسه
لطفى : ايه دفعه اللى عامله ده سيبه ده زميلى ابراهيم
مسعد : قول سر الليل
لطفى : سر الليل تبونه8
مسعد : قوم يا ابراهيم زميلك قال
سر الليل
ابراهيم : دا انت طلعت العفاريت
على جتتى يا راجل
وحدث هرج ومرج ومزح قام بسببها جوزيف من النوم
ابراهيم : صحى النوم يادفعه نايم
فى اخر نومك دا انت ولا الاموات
جوزيف : حبيبتى ازيك يا واد
ابراهيم : بلا حبيبك بلا خيبه زميلك ثبتنى هنا ساعه
جوزيف يستفهم الامر فيحكى له
فينطلق ضاحكا
جوزيف : دا اللى حصل ده هنشره بكره فضيحتك هتكون بجلاجل
والكل يهرجون عليه ويمزحون ومسعد غارق فى ضحك هستيرى
مسعد ساخرا : قول سر اليل
ههههههههههههه
ابراهيم : يحرقك ويحرق سر اليل بتاعك
فيواصلوا الضحك سويا
تمر الايام والليالى حتى انتهت
ايام العسكريه
سريعا وقد كون صداقات كثيره فانه له طابع مميز
فنزل لامه اخر زياره وبعدها سوف
ينهى ورقه وينهى جيشه وخدمته
فكان يضحك مع امه كثيرا وامه
تبتسم لابتسامته واشراقه وجهه
فقال لها ان تسرع فى البحث عن عروسه لكى يخطبها
انتهت اجازته واصبح باكرا يوما
يسافر لمكان خدمته وامه تنظر اليه كثيرا
ومطولا
لتملىء عينيها منه وتقبله لدرجه
انها نامت طوال ليلتها معه لكى تتطمئن قلبها
بفلظه كبدها
سافر ولم تعلم ان الاقدار تخفى ما شعرت به هى
تخفى ما شعرت به من ازمان وايام وسنين
فدوما حدس الام صحيح ........
فاثناء الانهاء اوراقه هو زملائه
تم خطفهم وذبحهم !!
لا يعلموا لما ذبحوا ولما تم الغدر بهم
فارتوت حبات الرمل بدمائهم
وينضموا الى قائمه طويله عبر الازمان
وتشهدها تلك الرمال قائمه الخلود
قائمه العفه والشرف والعزه
قائمه ليست اسمائهم هى البدايه ولن
تكون النهايه
فاختار الله لهم الجنه
مسكنهم وحور العين عروسهم وزوجهم
وطيور الجنه تزفهم
فعلمت فوزيه بما اصاب ابنها فكان الله رابض على قلبها
فاخذت تتلمسه وتقبله وتشتم رائحه عرقه
لتذكر نفسها به دوما
وتفوح منه رائحه عطره لم تشمها
ابدا فى حياتها
فانها راحه مسك الجنه
واخذت تهمس
واخيرا جعل الله من اسمه
نصيب
مسعد وسعد فى الجنه يا شهيد
مخرج
نظن انها النهايه ولكنها دوما هى
البدايه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق